ما اليقظة القلبية ؟
16 أبريل، 2013
صفحات تربوية
461 مشاهدات
تعريف :
لغة : اليقظة كمال التنبه والتحرز عما لا ينبغي وعكسها الغفلة .
اصطلاحا : الحالة الشعورية والحس المرهف للإنسان والفهم عن الله لكل ما تلتقطه مداركه من سمع وبصر وفؤاد في دنيا البلاء بالخير والشر فتنة.
دروب الغفلة :
و الغفلة صفة تقضي بعدم شعور المرء بما تبصره عيناه من مشاهد وبما تلتقطه أذناه من ذبذبات وبما يخطر على قلبه من خاطر, ولم يدرك لهذه الحياة مقصداً ولا مغزىً.
تمر هذه الأشياء بين يديه مرور الظل لا يحرك ساكنا,ً أبصرت العين وكأنها لم تبصر, وسمعت الأذن وكأنها لم تسمع, وخطر الخاطر على القلب وكأنه لم يخطر.
مرت هذه الأشياء ووقعت هذه الوقائع وكأنها لم تقع.
هل أضحى الإنسان جماداً ؟ لا, بل هو في غفلة سادر :
{ قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} [الملك : 10]
العقل سمي عقلا لكونه يعقل صاحبه ويحجمه عن السقوط في المذلات والتردي في المهلكات والوقوع في الزلات.
و أي خسران أعظم وأكبر من خسران وخزي يوم القيامة؟ فالعاقل بغيره يتعظ ولدروب الصالحين يهتدي وبهم يقتدي.
ترى ما شأن من اعتنى بزينة الهندام وتنميق الكلام, وطلب المكانة والجاه عند الأنام, وترفع عن العوام, وصد فكره عما من شأنه التذكير بالموت وما بعده ؟ لا غرو أنه لوحي الشيطان استمع وبه اقتدى واعتز وامتنع ؟
{ وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم, وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة} [المنافقون : 4]
{ أموات غير أحياء وما يشعرون} [النحل : 21]
وعلى أمثالهم فلْتَبْكِ النائحات وحق لهن البكاء, لعل الضمائر تستفيق, ولعل فترة تنبه توقظ من سكرة العادة التي تهوي بصاحبها في مكان سحيق…
ماذا عقل هذا العقل ؟ وقد تردى صاحبه في الخسران المبين ؟ كيف تعطل الحواس وتموت وهي في عنفوان شبابها ؟
{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين ءامنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا} [مريم : 73-74]
فلقن الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم جوابا مسكتا :
{ قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا}[مريم : 75]
ما هو بعاقل ولا وسم صاحبه بالتعقل ذلك الذي يستعلي ويفتخر ويترفع على العوام في الدنيا وكأنها نهاية المطاف. ما استعد للقاء ربه ولا أدرك للكون سننا وقوانين لا تتخلف ولا تتبدل, وعندما تأخذه الموت آنئذ سيعلم من هو شر مكاناً وأضعف جنداً.
الأستاذ محمد جابري الموقع الرسمي
