تحقيقات حديثية : حديث إطالة الغرة

  1. مسند الإمام أحمد

    10360 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ رَقِيَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَوَجَدَهُ يَتَوَضَّأُ فَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ هِيَ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ لَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ

    .

    صحيح ابن حبان

    1055 – أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ، حدثنا حرملة بن يحيى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن نعيم بن عبد الله ، أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : « إن أمتي يوم القيامة غر محجلون من أثر الوضوء » فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل

    مستخرج أبي عوانة

    460 – حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : أخبرني أبي وشعيب بن الليث ، عن الليث ، عن خالد بن يزيد ح ، وحدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث قال : حدثنا حجاج بن إبراهيم قال : ثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث كلاهما ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن نعيم بن عبد الله المجمر ، أنه رأى أبا هريرة يتوضأ ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل » هذا لفظ عمرو ، وحديث الليث بمعناه.

    شعب الإيمان للبيهقي

    2624 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن إسحاق الفقيه ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، حدثنا ابن بكير ، حدثنا الليث ، عن خالد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه قال : رقيت مع أبي هريرة يوما على ظهر المسجد وعليه سراويل من تحت قميصه فنزع سراويله ، ثم توضأ فغسل وجهه ، ويديه ، ورفع في عضديه الوضوء ، وغسل رجليه فرفع في ساقيه الوضوء ، ثم قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته، فليفعل » رواه البخاري في الصحيح ، عن يحيى بن بكير ، وأخرجه مسلم من حديث عمرو بن الحارث ، عن سعيد مختصرا ، ومن حديث عمارة بن غزية ، عن نعيم بطوله

    السنن الكبري للبيهقي

    (اخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا حسين بن حسن بن مهاجر ثنا هارون بن سعيد الايلى ثنا ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن ابى هلال عن نعيم بن عبد الله المجمر عن ابى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (واخبرنا) أبو الحسن على بن احمد بن عبدان واللفظ له انا احمد بن عبيد الصفار ثنا ابن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث ثنا خالد عن سعيد بن ابى هلال عن نعيم بن عبد الله المجمر انه قال رقيت يوما مع ابى هريرة على ظهر المسجد وعليه سراويل من تحت قميصه فنزع سراويله ثم توضأ فغسل وجهه ويديه ورفع في عضديه الوضوء وغسل رجليه ورفع في ساقيه الوضوء ثم قال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ان امتى ياتي يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل.]

    مسند الشاميين

    746 – حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ، ثنا عمرو بن عثمان ، ثنا بقية ، قال : حدثني عتبة بن أبي حكيم ، حدثني عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن نعيم المجمر ، قال : صعدت إلى أبي هريرة وهو على ظهر دار القضاء فبال ، ثم أتى مركنا فيه فغسل عنه أثر البول ، ثم غسل كفيه وتمضمض واستنشق ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل ذراعيه ثلاثا ، إلى أنصاف العضد ، ثم مسح برأسه وغسل رجليه ثلاثا ، فأسبغ وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أنتم الغر المحجلون من آثار الوضوء يوم القيامة فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل »

    الطهور للقاسم بن سلام

    21 – حدثنا محمد ، قال : أخبرنا أبو عبيد قال حدثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن نعيم أبي عبد الله المجمر ، قال : ركبت يوما مع أبي هريرة على ظهر المسجد ، وعليه سراويل من تحت قميصه ، فنزع سراويله ، ثم توضأ ، فغسل وجهه ويديه ، فرفع في عضديه الوضوء ، وغسل رجليه ، فرفع في ساقيه الوضوء ، قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل » ، قال أبو عبيد : لا أدري أقال : وتحجيله ، أم لا.

    روايات كعب أبي سعية

    مسند الإمام أحمد

    8386 – قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ كَعْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ

    سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّكُمْ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ آثَارِ الطُّهُورِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ

    مسند أبي يعلى الموصلي

    6279 – حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن ليث ، عن كعب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل »

    معجم ابن الأعرابي

    467 – نا محمد ، نا سلام بن سليمان الثقفي ، نا الحارث بن عمير ، عن ليث بن أبي سليم ، عن كعب أبي سعية ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنكم الغر المحجلون عند الله يوم القيامة من آثار الطهور ، فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل »

    الطهور للقاسم بن سلام

    24 – حدثنا محمد ، قال : ثنا عاصم ، قال : ثنا أبي علي بن عاصم ، عن ليث بن أبي سليم ، عن كعب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنتم الغرالمحجلون يوم القيامة من آثار الوضوء والطهور ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل »

    467 – نا محمد ، نا سلام بن سليمان الثقفي ، نا الحارث بن عمير ، عن ليث بن أبي سليم ، عن كعب أبي سعية ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنكم الغر المحجلون عند الله يوم القيامة من آثار الطهور ، فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل »

    رواية طاوس

    معجم الأوسط للطبراني

    2049 – حدثنا أحمد بن عمرو قال : نا محمد بن الطفيل قال : نا المطلب بن زياد ، عن ليث بن أبي سليم ، عن طاوس ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل » « لم يرو هذا الحديث عن طاوس إلا ليث ، تفرد به : المطلب بن زياد »

    المعجم الكبير للطبراني

    461 – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَمْرٍو , قَالَ: نا مُحَمَّدُ بن الطُّفَيْلِ , قَالَ: نا الْمُطَّلِبُ بن زِيَادٍ، عَنْ لَيْثِ بن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ“، لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ طَاوُسٍ إِلا لَيْثٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: الْمُطَّلِبُ بن زِيَادٍ

    رواية ابي سلمة

    الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين

    المؤلف : ابن شاهين

    26 – حدثنا عمر ، نا نصر بن القاسم ، نا سريج بن يونس ، قال : وأنا محمد بن هارون الحضرمي ، قال : وأنا علي بن مسلم ، أنا مروان بن معاوية ، عن ياسين ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويبلغ بعض العضدين ، وبعض الساقين ، ويقول : « إن أمتي يبعثون غرا محجلين من آثار الوضوء – زاد نصر بن القاسم في حديثه – فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل »

    يعقوب الحراقي

    معرفة السنن والآثار للبيهقي

    198 – ومنها : ما أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا ابن بكير قال : حدثنا مالك ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خرج إلى المقبرة ، فقال : « السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، وددت أني قد رأيت إخواننا » ، فقالوا : يا رسول الله ألسنا بإخوانك ؟ قال : « بل أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد ، وأنا فرطهم على الحوض » ، فقالوا : يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك ؟ قال :

    « أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم ، ألا يعرف خيله ؟ » ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين ، من الوضوء . وأنا فرطهم على الحوض . فلا يذادن رجال عن حوضي ، كما يذاد البعير الضال ، أناديهم : ألا هلم ألا هلم ألا هلم فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك ، فأقول : فسحقا . فسحقا . فسحقا » . ورواه الشافعي ، عن مالك . وأخرجه مسلم في الصحيح من حديث معن ، عن مالك وروينا في الحديث الثابت ، عن نعيم المجمر ، عن أبي هريرة في إشراعه في العضد في غسل اليدين ، وإشراعه في الساق في غسل الرجلين ، وقوله إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : « إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل »

    رواية دكوان : أبي صالح و أبي زرعة

    الحلية لأبي نعيم:

    حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي، حدثنا أيوب بن سليمان القطان – بالمصيصة – حدثنا علي بن زياد المتوني، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن ذكوان أبي صالح، عن أبي هريرة وعن أبي التياح، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة جميعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إنكم محشورون يوم القيامة محجلين من آثار الوضوء فاعرفكم بذلك، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل فكان أبو هريرة يتوضأ فيبلغ بالماء خلف المرفقين وخلف الكعبين ويقول إني أحب أن تطول غرتي بالحلية. يريد أن الغرة تبلغ حيث يبلغ الوضوء ” . غريب من حديث شعبة لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن أبي بكير.

    والخلاصة:

    أثار نعيم المجمر من خلال رواية لأحمد ابن حنبل التشكيك في شطر الحديث أهو من قول الحبيب المصطفى أو من قول أبي هريرة، واندرج كبار المحدثين مثل المنذري وانقاد ابن تيمية للتشكيك، وتبعه تلاميذته ابن القيم الجوزية في حادي الأرواح والألباني،وسار على دربهم المحقق المدقق الحافظ ابن حجر، والمسألة لم تتطلب إلا جهدا بسيطا للتحقيق في الأمر وتبين من خلال المرويات عن أبي هريرة رضي الله عنه بأن جلهم باستثناء أبي حازم جاءوا في روايتهم بالشطر المشكوك فيه،(7 من بين 8 ناقلين عن أبي هريرة) وبهذا يزول اللبس ويذهب الإشكال وتتحقق المسألة، بأنها لم تتجاوز تشكيك رجل وانساق من ورائه كبار الحفاظ.

    وبهذا التحقيق تكون الرواية لأحمد ابن حنبل: 10360 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ رَقِيَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَوَجَدَهُ يَتَوَضَّأُ فَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ إِنِّي

    سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ هِيَ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ لَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ

    قد أبعدت الشك وأصبح الحديث لا إدراج فيه وكل القول فيه للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.


    قاعدة الشك سبيل اليقين

    جاء في مسند الإمام أحمد:


    8061 – حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ


    أَنَّهُ رَقِيَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ

    فَقَالَ نُعَيْمٌ لَا أَدْرِي قَوْلُهُ مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ


    الداعي للبحث والتحقيق هو قول نعيم لَا أَدْرِي قَوْلُهُ مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ



    عرض الإشكال:


    وحينما أطللت على مشكل اتضح بأن حفاظا أجلة سايروا قول نعيم منهم:


    الحافظ المنذري


    رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد فتوضأ ، فقال : [إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل .] قال المنذري رواه البخاري ومسلم وقد قيل إن قوله من استطاع إلخ إنما هو مدرج من كلام أبي هريرة موقوف عليه ذكره غير واحد من الحفاظ والله أعلم.(الترغيب والترهيب 1 /90)


    ابن تيمية


    يقول ابن تيمية:”وَلِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ : مِثْلَ مَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُدْخِلُ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ فِي الْوُضُوءِ وَيَأْخُذُ لِأُذُنَيْهِ مَاءً جَدِيدًا وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إلَى الْعَضُدَيْنِ فِي الْوُضُوءِ وَيَقُولُ : مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ عُنُقَهُ وَيَقُولُ هُوَ مَوْضِعُ الْغُلِّ . فَإِنَّ هَذَا وَإِنْ اسْتَحَبَّهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ اتِّبَاعًا لَهُمَا فَقَدْ خَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ وَقَالُوا : سَائِرُ الصَّحَابَةِ لَمْ يَكُونُوا يَتَوَضَّئُونَ هَكَذَا وَالْوُضُوءُ الثَّابِتُ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ لَيْسَ فِيهِ أَخْذُ مَاءٍ جَدِيدٍ لِلْأُذُنَيْنِ وَلَا غَسْلُ مَا زَادَ عَلَى الْمَرْفِقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ وَلَا مَسْحُ الْعُنُقِ وَلَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ . بَلْ هَذَا مِنْ كَلَامِ أَبِي هُرَيْرَةَ جَاءَ مُدْرَجًا فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إنَّكُمْ تَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ } وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ حَتَّى يَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ وَالسَّاقِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ وَظَنَّ مَنْ ظَنَّ أَنَّ غَسْلَ الْعَضُدِ مِنْ إطَالَةِ الْغُرَّةِ وَهَذَا لَا مَعْنَى لَهُ فَإِنَّ الْغُرَّةَ فِي الْوَجْهِ لَا فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ وَإِنَّمَا فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ الْحَجْلَةُ . وَالْغُرَّةُ لَا يُمْكِنُ إطَالَتُهَا فَإِنَّ الْوَجْهَ يُغْسَلُ كُلُّهُ لَا يُغْسَلُ الرَّأْسُ وَلَا غُرَّةَ فِي الرَّأْسِ وَالْحَجْلَةُ لَا يُسْتَحَبُّ إطَالَتُهَا وَإِطَالَتُهَا مُثْلَةٌ . وَكَذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ كَانَ يَتَحَرَّى أَنْ يَسِيرَ مَوَاضِعَ سَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَنْزِلَ مَوَاضِعَ مَنْزِلِهِ وَيَتَوَضَّأَ فِي السَّفَرِ حَيْثُ رَآهُ يَتَوَضَّأُ وَيَصُبَّ فَضْلَ مَائِهِ عَلَى شَجَرَةٍ صَبَّ عَلَيْهَا وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا اسْتَحَبَّهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَرَأَوْهُ مُسْتَحَبًّا وَلَمْ يَسْتَحِبَّ ذَلِكَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ ؛ كَمَا لَمْ يَسْتَحِبَّهُ وَلَمْ يَفْعَلْهُ أَكَابِرُ الصَّحَابَةِ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَغَيْرِهِمْ لَمْ يَفْعَلُوا مِثْلَ مَا فَعَلَ ابْنُ عُمَرَ .(فتاوي ابن تيمية )


    والملاحظ أن قول ابن تيمية هنا هو اجتهاد بالرأي وهو مخالف لصنعة المحدثين..


    الحافظ ابن حجر


    وانساق الحافظ في الفتح للتشكيك فقال: ” ظاهر السياق يقتضي أن قوله من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل، من تمام الحديث؛ لكن رواه أحمد من طريق فليح بن سليمان عن نعيم، وفي أخره قال نعيم: ” لا أدري قوله من استطاع …إلخ من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو من قول أبي هريرة رضي الله عنه، ولم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى الحديث من الصحابة وهم عشرة ولا ممن رواه عن أبي هريرة في غير رواية نعيم هذه” (فتح الباري 1/ 314 ).


    وعاود ابن حجر العسقلاني التشكيك في التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ونفى كون القول خاص بروايات أبي هريرة حيث رد الادعاء بقوله: ” ( تَنْبِيهٌ ) ادَّعَى ابْنُ بَطَّالٍ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ ، وَتَبِعَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ ، تَفَرَّدَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا ، وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ “.


    ومع هذا تعجب ابن حجر من كون أبو هريرة رفع ما ادعى إدراجه؛ وإليك نقل ابن حجر في التلخيص:


    57 – 57 – ( 5 ) – حَدِيثُ : { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتُهُ فَلْيَفْعَلْ } مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، مِنْ طَرِيقِ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي حَدِيثٍ أَوَّلُهُ : { إنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ }


    وَلِمُسْلِمٍ { فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ أَوْ تَحْجِيلَهُ } وَرَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ نُعَيْمٍ ، وَعِنْدَهُ قَالَ نُعَيْمٌ : لَا أَدْرِي قَوْلَهُ : ” مَنْ اسْتَطَاعَ ” إلَى آخِرِهِ ، مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ فِي الْحَدِيثِ .


    وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ : أَنَّ { أَبَا هُرَيْرَةَ دَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ إبْطَيْهِ .

    فَقُلْت : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : مُنْتَهَى الْحِلْيَةِ } .


    وَرَوَى مُسْلِمٌ ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : { كُنْت خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ ، فَكَانَ يُمِرُّ يَدَهُ حَتَّى يَبْلُغَ إبْطَيْهِ ، فَقُلْت : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، مَا هَذَا الْوُضُوءُ ؟ فَقَالَ : يَا بَنِي فَرُّوخَ أَنْتُمْ هَا هُنَا ؟ لَوْ عَلِمْت أَنَّكُمْ هَا هُنَا مَا تَوَضَّأْت هَذَا الْوُضُوءَ .

    فَقَالَ : سَمِعْت خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
    كود:
     تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنْ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ } .


    وَقَدْ قَالَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ السَّلَفِ ، وَمِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ الْعُمَرِيِّ ، عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ رُبَّمَا بَلَغَ بِالْوُضُوءِ إبْطَيْهِ فِي الصَّيْفِ .


    وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ بِإِسْنَادِهِ أَصَحَّ مِنْ هَذَا .


    ( تَنْبِيهٌ ) ادَّعَى ابْنُ بَطَّالٍ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ ، وَتَبِعَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ ، تَفَرَّدَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا ، وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ .

    وَقَدْ قَالَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ السَّلَفِ ، وَمِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ الْعُمَرِيِّ ، عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ رُبَّمَا بَلَغَ بِالْوُضُوءِ إبْطَيْهِ فِي الصَّيْفِ .


    وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ بِإِسْنَادِهِ أَصَحَّ مِنْ هَذَا .

    فَقَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ نَافِعٍ .


    وَأَعْجَبُ مِنْ هَذَا : أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ ، وَصَرَّحَ بِاسْتِحْبَابِهِ الْقَاضِي حُسَيْنٌ وَغَيْرُهُ .


    الألباني

    الألباني:


    و اعلم أن هناك حديثا آخر يستدل به من يذهب إلى استحباب إطالة الغرة و التحجيل

    و هو بلفظ :


    إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ” .

    و هو متفق عليه بين الشيخين ، لكن قوله : ” فمن استطاع … ” مدرج من قول أبي هريرة ليس من حديثه صلى الله عليه وسلم كما شهد بذلك جماعة من الحفاظ كالمنذري و ابن تيمية و ابن القيم و العسقلاني و غيرهم و قد بينت ذلك بيانا شافيا في ” الأحاديث الضعيفة ” فأغنى عن الإعادة ، و لو صحت هذه الجملة لكانت نصا على استحباب إطالة الغرة و التحجيل لا على إطالة العضد . و الله ولى التوفيق .(سلسلة الأحاديث الصحيحة مصدر الكتاب : برنامج منظومة التحقيقات الحديثية – المجاني – من إنتاج مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة بالإسكندرية)



    خلاصة


    وحاصل الأمر هو هذا التشكيك في رواية نعيم فقد شكك فيها كل من الحافظ المنذري وابن تيمية وابن القيم والحافظ ابن حجر وسار على دربهم الألباني ، ويبقى البحث والتحقيق سبيلا لكشف عن هذا اللبس أفعلا كان هذا الشطر من الحديث من إدراج أبي هريرة أم هو من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم. وسبحان من لا يهم ولا يخطأ ولا يسهى ولا ينام.،

    فأنت ترى رغم نقل الحافظ ابن حجر للأحاديث تشهد بصحة ما ادعى إدراجه في حيث نعيم ” فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل” وهو ينقل عن مسلم قوله : “ تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء” ويتعجب من رفع أبي هريرة لحديث مسلم وهو يقص علينا فعل ابن عمر بإطالة الغرة إلى الإبط !!! وكأنه يصر على القول بالإدراج.


    ولم يراع لذلك جلالة الإمامين البخاري ومسلم كما هو الشأن عند الحافظ الذهبي فقد توقف يوما في حديث الولاية وما منعه من ذلك إلا جلالة البخاري وهيبة المساس بصحيحه.


    حل الإشكال


    1- التشكيك هو ما لا ينبغي الوقوف عنده، فالتشكيك سبيل ودافع للتحقيق والوقوف مع الحقائق اليقينية. والشك لا يدفع اليقين.


    أ‌- الإدراج هو الزيادة في الحديث النبوي من قبل الراوي إما لشرح او لضرب أمثلة أو غيرها؛


    ب‌- القول بالإدراج هو ما لا يجوز ادعاؤه من غير بينة، ف[ إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ] (الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي – لصفحة أو الرقم: 1988 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح .)


    ت‌- اشترط المحققون لرد الحديث مخالفة لمن هو أوثق منه حفظا ودراية، ولم يشترط أحد ما استدل به ابن حجر العسقلاني من مخالفة الصحب للرواية،


    ث‌- فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يروي الحديث ويعيده مرتين أو ثلاث فكان صلى الله عليه وسلم يبسطه مرة ويجمله أخرى ويذكر في وقت ما لم يذكر في أخر، فيروي كل منهم ما سمع، فقد يحدث الصحابي بما بقي عالقا بذهنه. لو اعتبرنا مخالفة الصحب لما رووه إدراجا لما سلم لنا شيء من أخبار الآحاد.


    ج‌- الروايات عن أبي هريرة تعددت منها ما جاءت بالزيادة التي اتهمت بالإدراج في رواية أبي نعيم، ولم تقتصر على أبي هريرة، وهذا ما رده الحافظ ابن حجر على ابن بطال وعلى القاضي عياض فيما سبق طرحه في الإشكال


    ح‌- رد الحافظ في التلخيص على ما ما قاله في الفتح بأن القول بتخصيص أبي هريرة برواية هذه الزيادة ليس بجيد، فقد نقل أيضا من رواية ابن عباس؛


    خ‌- قال الحافظ أحمد بن الصديق الغماري، فإن رواة الحديث عن أبي هريرة على ما وقفنا عليه ستة وهو عبد الرحمن بن يعقوب الحُراقي،وأبو حازم، وأبو صالح،وأبو زرعة وكعب المدني، ونعيم المجمر، فاتفق الأربعة الأخيرون على روايتها وانفرد بعدم روايتها عبد الرحمن وأبو حازم فقط وأقول ربما أصبته غفلة الصالحين فلم يلتفت لسند حديث أبي صالح (دكوان) وهي في الحلية مع رواية أبي زرعة.


    د‌- الرواية التي حملت تشكيك نعيم المجمري وردت في مسند الإمام أحمد فقط؛


    ذ‌- الروايات التي تم العثور عليها من الناقلين عن أبي هريرة مع ذكر موطن الخلاف: عن نعيم (11)عن لكعب أبي سعية،(5)، طاوس (2)، أبي سلمة(1)،يعقوب العراقي(1)، عن أبي زرعة (1) عن دكوان أبي صالح(1) ومجموعها 22رواية كلها تحمل الزيادة المشكوك فيها؛


    ر- وهذا في حد ذاته يبطل قول الحافظ ابن حجر العسقلاني: “ولم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى الحديث من الصحابة وهم عشرة ولا ممن رواه عن أبي هريرة في غير رواية نعيم هذه” (فتح الباري 1/ 314 ). “


    ز‌- ويلاحظ زيادة رواية أبي سلمة عما ساقه الحافظ الغماري، فضلا عن رواية الطاوس ( ونسبة سندها فيه كلام) وبهذا أصبح سبع رواة من بين ثمانية رووا الحديث عن أبي هريرة بزيادة الجملة المشكوك فيها، فهل يبقى شك في صدق الرواية عن أبي هريرة بزيادتها؟ (طبعا الرواية السابعة هي للطاوس وقد تكلم في هذه النسبة)؛


    س- وأتساءل كيف غفل الحافظ الغماري رواية أبي صالح وهي موجودة في الحلية مع رواية أبي زرعة؟


    ش- وهذا سرد لكل الروايات التي وقفت عليها حاملة للزيادة الشطر المشكوك فيه مع ذكر لمصادرها مرتبة حسب المكثرين من الرواة عن أبي هريرة


    روايات عبد الله نعيم المجمر


    صحيح البخاري:


    133 – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ

    رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ]


    صحيح مسلم


    363 – و حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ


    يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ حَتَّى كَادَ يَبْلُغُ الْمَنْكِبَيْنِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى رَفَعَ إِلَى السَّاقَيْنِ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ]


    مسند الإمام أحمد


    8061- حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ

    أَنَّهُ رَقِيَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ


    فَقَالَ نُعَيْمٌ لَا أَدْرِي قَوْلُهُ مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ


    مسند الإمام أحمد


    8828 – حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ أَنَّهُ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ مِنْ تَحْتِ قَمِيصِهِ فَنَزَعَ سَرَاوِيلَهُ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ الْوُضُوءَ وَرِجْلَيْهِ فَرَفَعَ فِي سَاقَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ

اقرأ كذلك

رواية مستور الحال لدى المحدثين

تعريف مستور الحال لدى المحدثين:يقول الإمام النووي : ” رواية مجهول العدالة ظاهراً وباطناً لا …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

twenty − 11 =