الثلاثاء 28 أكتوبر 2025

جواز التوسل بالأتبياء والصالحين 2

 

1- الشواهد القرآنية:

التوسل في القرآن العظيم:

1- { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }[النساء : 64]
قال الألوسي رحمه الله، في تفسيره روح المعاني:

{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ } وعرضوها للبوار بالنفاق والتحاكم إلى الطاغوت { جَاءوكَ } على إثر ظلمهم بلا ريث متوسلين بك تائبين عن جنايتهم غير جامعين ـ حشفاً وسوء كيلة ـ باعتذارهم الباطل وأيمانهم الفاجرة { فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ } لذنوبهم ونزعوا عما هم عليه وندموا على ما فعلوا. { وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ } وسأل الله تعالى أن يقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم، وفي التعبير ـ باستغفر ـ الخ دون استغفرت تفخيم لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث عدل عن خطابه إلى ما هو من عظيم صفاته على طريق حكم الأمير بكذا مكان حكمت، وتعظيم لاستغفاره عليه الصلاة والسلام حيث أسنده إلى لفظ منبىء عن علو مرتبته { لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } أي لعلموه قابلاً لتوبتهم متفضلاً عليهم بالتجاوز عما        سلف من ذنوبهم، ومن فسر ـ الوجدان ـ بالمصادفة كان الوصف الأول: حال والثاني: بدلاً منه أو حالا من الضمير فيه أو مثله، وفي وضع الاسم الجامع موضع الضمير إيذان بفخامة القبول والرحمة.

وحكى القرطبي في تفسيره جامع الأحكام: عند قوله تعالىٰ:

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ } روى أبو صادق عن عليّ قال: قدِم علينا أعرابيّ بعدما دفّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، فرمى بنفسه على قبر رسول صلى الله عليه وسلم، وحَثَا على رأسه من ترابه؛ فقال: قلتَ يا رسول الله فسمعنا قولك، وَوَعَيْتَ عن الله فوعينا عنك، وكان فيما أنزل الله عليك { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } الآية، وقد ظلمتُ نفسي وجئتك تستغفر لي. فنودي من القبر أنه قد غفر لك. ومعنى { لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } أي قابلا لتوبتهم، وهما مفعولان لا غير.

{وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا –عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }[البقرة : 89]

قال القرطبي في تفسير الآية:

قوله تعالى: { وَلَمَّا جَآءَهُمْ } يعني اليهود. { كِتَابٌ } يعني القرآن. { مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ } نعت لكتاب؛ ويجوز في غير القرآن نصبه على الحال؛ وكذلك هو في مصحف أُبَيَّ بالنصب فيما رُوِيَ. { لِّمَا مَعَهُمْ } يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيهما. { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ } أي يستنصرون. والاستفتاح الاستنصار. استفتحت: ٱستنصرت. وفي الحديث: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين؛ أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم. ومنه { فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ }. والنصر: فتح شيء مغلق؛ فهو يرجع إلى قولهم فتحت الباب. وروى النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ” إنما نصر الله هذه الأمة بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ” وروى النسائي أيضاً عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” أَبْغُونِي الضعيف فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ” قال ٱبن عباس: كانت يهود خَيْبر تقاتل غَطَفان فلما التقوا هزمت يهود، فعادت يهود بهذا الدعاء وقالوا: إنا نسألك بحق النبيّ الأُميّ الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا تنصرنا عليهم. قال: فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان؛ فلما بُعث النبيّ صلى الله عليه وسلم كفروا؛ فأنزل الله تعالى: { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي بك يا محمد، إلى قوله: { فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }.

لم ينكر القرآن الكريم فعلتهم، بل لامهم على عدم الإيمان به بعد مجيئه وهم الذين استنصروا به قبل مجيئه.

ونستفيد من هذين الآيتين ان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم اعتمدته اليهود قبل مجيئه صلى الله عليه وسلم، وقام به الصحب الكرام في حياته وبعد وفاته..

التوسل في السنة النبوية:

1-التوسل به صلى الله عليه وسلم في حياته

جاء في الحديث:

[ أنه علم رجلا أن يدعو فيقول : اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي اللهم شفعه في ]
(الراوي: – المحدث: ابن تيمية – المصدر: مجموع الفتاوى – الصفحة أو الرقم: 1/323 خلاصة حكم المحدث: صحيح)

[أنه علم رجلا أن يدعو فيقول : اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي ، اللهم فشفعه في ].

الراوي: – المحدث: ابن تيمية – المصدر: مجموعة الرسائل والمسائل – الصفحة أو الرقم: 1/18خلاصة حكم المحدث: صحيح

فالنداء يا محمد هو استغاثة، وتوسل، إلى الفعال لما يريد ليقضي حاجة العبد.

لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيبا وتطعميني تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ثم أمر أن تغسل ثلاثا فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون فحفروا قبرها فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه فقال: [ الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين وكبر عليها أربعا] وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم
(الراوي: أنس بن مالك المحدث: الهيثمي – المصدر: مجمع الزوائد – الصفحة أو الرقم: 9/259 خلاصة حكم المحدث: فيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح]

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، هلكت المواشي ، وانقطعت السبل ، فادع الله . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمطروا من الجمعة إلى الجمعة ، فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، تهدمت البيوت ، وتقطعت السبل ، وهلكت المواشي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ اللهم على رؤس الجبال والآكام ، وبطون الأودية ، ومنابت الشجر . فانجابت عن المدينة انجياب الثوب ].
(الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

سألتني أمي متى عهدك ؟ تعني بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقلت : مالي به عهد منذ كذا وكذا ، فنالت مني ، فقلت لها : دعيني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب ، وأسأله أن يستغفر لي ولك . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ، فصلى حتى صلى العشاء ، ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال : من هذا حذيفة ؟ قلت : نعم . قال : [ما حاجتك غفر الله لك ولأمك ؟ قال : إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل الليلة ، استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .]
الراوي: حذيفة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 3781 خلاصة حكم المحدث: صحيح]

أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ادع الله لي أن يعافيني ، قال : [فإن شئت أخرت ذلك فهو خير لك ، وإن شئت دعوت الله ] قال : فادعه . قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ، ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء : [اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضيها لي ، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي ]
(الراوي: عثمان بن حنيف المحدث: البيهقي – المصدر: دلائل النبوة – الصفحة أو الرقم: 6/166 خلاصة حكم المحدث: روي بإسناد صحيح)

2- توسله صلى الله عليه وسلم بدعاء عمر ابن الخطاب:
[لا تنسانا يا أخي من دعائك ]. فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا . وفي رواية قال : [أشركنا يا أخي في دعائك ]
(الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: النووي – المصدر: تحقيق رياض الصالحين – الصفحة أو الرقم: 180 خلاصة حكم المحدث: صحيح)

3- أمره صلى الله عليه وسلم بالتوسل بأويس القرني

كان عمر بن الخطاب ، إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن ، سألهم : أفيكم أويس بن عامر ؟ حتى أتى على أويس . فقال : أنت أويس بن عامر ؟ قال : نعم . قال : من مراد ثم من قرن ؟ قال : نعم . قال : فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم . قال : لك والدة ؟ قال : نعم . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ ” يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ، ثم من قرن . كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم . له والدة هو بها بر . لو أقسم على الله لأبره . فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل “] . فاستغفر لي . فاستغفر له . فقال له عمر : أين تريد ؟ قال : الكوفة . قال : ألا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال : أكون في غبراء الناس أحب إلي . قال : فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم . فوافق عمر . فسأله عن أويس . قال : تركته رث البيت قليل المتاع . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن . كان به برص فبرأ منه . إلا موضع درهم . له والدة هو بها بر . لو أقسم على الله لأبره . فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ] فأتى أويسا فقال : استغفر لي . قال : أنت أحدث عهدا بسفر صالح . فاستغفر لي . قال : لقيت عمر ؟ قال : نعم . فاستغفر له . ففطن له الناس . فانطلق على وجهه . قال أسير : وكسوته بردة . فكان كلما رآه إنسان قال : من أين لأويس هذه البردة ؟
(الراوي: أسير بن جابر المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2542 خلاصة حكم المحدث: صحيح)

4- توسله بحق السائلين الله

[اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا إليك فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تنقذني من النار و أن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ] (الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: العراقي – المصدر: تخريج الإحياء – الصفحة أو الرقم: 1/426 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

5- التوسل به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم

أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له ، فكان عثمان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف ، فشكا ذلك إليه ، فقال له عثمان : ائت الميضأة ، فتوضأ ، ثم ائت المسجد ، فصل فيه ركعتين ، ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك عز وجل ، فيقضى لي حاجتي ، – وتذكر حاجتك – ورح إلي حتى أروح معك ، فانطلق الرجل فصنع ما قال ، ثم أتى باب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فجاء البواب حتى أخذ بيده ، فأدخله عليه ، فأجلسه معه على الطنفسة ، وقال : حاجتك ؟ فذكر حاجته ، فقضاها له ، ثم قال له : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ، وقال : ما كانت لك من حاجة فأتنا ، ثم إن الرجل خرج من عنده ، فلقي عثمان بن حنيف ، فقال له : جزاك الله خيرا ، ما كان ينظر في حاجتي ، ولا يلتفت إلي حتى كلمته في ، فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلمته ، ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير ، فشكا إليه ذهاب بصره ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : فتصبر ؟ فقال : يا رسول الله إنه ليس لي قائد ، وقد شق علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ائت الميضأة ، فتوضأ ثم صل ركعتين ، ثم ادع بهذه الدعوات] قال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرقنا ، وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط .
(الراوي: عثمان بن حنيف المحدث: الألباني – المصدر: التوسل – الصفحة أو الرقم: 83 خلاصة حكم المحدث: الحديث صحيح والقصة ضعيفة منكرة) وهذا الحكم من غرائب الألباني.

أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتاه رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام فقال :[ائت عمر فأقره مني السلام و أخبرهم أنهم مسقون وقل له عليك بالكيس الكيس] فأتى الرجل فأخبر عمر فقال يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه
(الراوي: مالك بن أنس المحدث: ابن كثير – المصدر: البداية والنهاية – الصفحة أو الرقم: 7/93 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن نَائِلَةَ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن عُمَرَ بن شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا مَعْرُوفُ بن حَسَّانَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[إِذَاانْفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضِ فَلاةٍ فَلْيُنَادِ: يَا عِبَادَ اللَّهِ، احْبِسُوا عَلَيَّ، يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا عَلَيَّ، فَإِنَّ لِلَّهِ فِي الأَرْضِ حَاضِرًا سَيَحْبِسُهُ عَلَيْكُمْ].

حدثنا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن يَحْيَى الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن سَهْلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عِيسَى، عَنْ زَيْدِ بن عَلِيٍّ، عَنْ عُتْبَةَ بن غَزْوَانَ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:[إِذَا أَضَلَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا أَوْ أَرَادَ أَحَدُكُمْ عَوْنًا وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ، فَلْيَقُلْ:” يَا عِبَادَ اللَّه يَا عِبَادَ اللَّه أَغِيثُونِي، فَإِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لا نَرَاهُمْ]، وَقَدْ جَرَّبَ ذَلِكَ . الطبراني مصدر الكتاب :ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع

قال أبو يعلى : ثنا الحسن بن عمر ، ثنا معروف بن حسان ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن ابن بريدة ، عن عبد الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة (1) فليناد : يا عباد الله يا عباد الله احبسوا ، فإن لله عز وجل في الأرض حاضرا ]الكتاب : المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع.

خلاصة :

التوسل إلى الله بدعائه، وبأسمائه وصفاته، وبصالح الأعمال هي أمور متفق عليها بين جميع المسلمين.

علماء أهل السنة والجماعة ومن بينهم علماء الصوفية يعتقدون أن التوسل بالنبي في حياته وبعد وفاته هو أمر متفق عليه بين المسلمين طيلة فترة السلف ولم يكن محل نقاش إلا بعد مضي ستة قرون على وفاة النبي محمد فكان أن أثير الخلاف في التوسل بالنبي بعد مماته والتوسل بغيره كالأئمة ووالأولياء، ويستشهدون بنصوص من الكتاب والسنة وفعل السلف الصالح من بينها الحديث الذي رواه عثمان بن حنيف وقصة الرجل مع عثمان بن عفان والتي صححها الطبراني وغيره، والذي ورد فيه النص التالي بجواز التوسل بالنبي محمد في حياته وبعد وفاته: [اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمــد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي” [2]]. واستمر جمهور العلماء يجمعون على جواز التوسل بالنبي والرجال الصالحين إلى أن أعيد النقاش قبل حوالي مائتي عام.

ومنهم من قال أنه لا يجوز التوسل بأحد من الخلق إلاّ بالنبي محمد وحده دون التفريق بين حياته أو مماته، ومن القائلين بهذا الإمام العز بن عبد السلام.[3].

الشيعة: اتفق الشيعة مع علماء السنة المجوزين للتوسل بالأنبياء والصالحين سواءً كانوا أحياءً أو أمواتاً…

———–

1- الفلاة : الصحراء والأرض الواسعة التي لا ماء فيها.

2- روى الحافظ الطبراني في معجميه الصغير والكبير والترمذي من المتقدمين والحافظ البيهقي في الدلائل وابن الجزري من المتأخرين، وصححه الحافظ الطبراني وغيره. عن عثمان بن حنيف : أن رجلا ً كان يختلف (أي يتردد) الى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له, فكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته. فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك ، فقال له عثمان بن حنيف : إيت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يــا محمــد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي )) وتذكر حاجتك، ثم رح حتى أروح معك. فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان ، فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال له : ما حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له, ثم قال مــا ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة, وقال : ما كانت لك من حاجة فائتنا. ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له : جزاك الله خيرًا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في. فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجلٌ ضريرٌ فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :<< أو تصبر>> ؟فقال : يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي ذهاب بصري. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : << إيت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات >> قال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط.موقع السنّة.

3- http://www.islamonline.net/servlet/S…=1122528623340

اقرأ كذلك

أزمة منهاح في الفتوى‏

كلما عرضت على الأمة مشكلة فقهية تصدى لها فقهاء بما أخذه الله عليهم من عهد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 − 5 =