الأربعاء 29 أكتوبر 2025
الرئيسية / ثقافة عامة / الربانية والفهم عن الله / لماذا شرط الصدق في الملحد ؟ وشرط المخلَص في الحديث عن الله ؟

لماذا شرط الصدق في الملحد ؟ وشرط المخلَص في الحديث عن الله ؟

قد يتنساءل متسائل لماذا اشترطت الصدق في موقف الملحد لإدراك يقينا وجود الحي القيوم ؟

والجواب بسيط ، إن كان حقا يريد التأكد من قدرة ربه على كل شيء لتكون أولى خطواته نحو معرفة الله ، أما المتلاعب فلا حديث معه , لكونه أصلا فضل الإلحاد مذهبا ولا يريد الانصراف عنه حتى ولو آتيته بكل دليل وبرهان , والعبثية لا وجود لها في قانون الله

 

فالقرآن جاء ليحرر العقول والقلوب من الخرافات والدجل والفكر الهدام ، فقد أخذ الناس بأيسر الأسباب وأبسط طرق التفكير وأقام البراهين على وجود الله ، ونفى زعم الضر والنفع عن الأوثان وادعاء الآلهة , والاعتزاز بمذهب الآباء والافتخار بهم ، وحاج الناس بالحسنى ، وقدم البراهين القطعية التي لا تبقي لبسا ولا شكا ولا تشكيكا في مجال العقائد ,

وأبى الفلاسفة إلا اتباع ما بدا لفكرهم الضعيف ، وعقليتهم السخيفة ، فأوجبوا على الله ما اقتضته عقولهم من صفات ومواصفات ، وما أفتى لهم شيطانهم ، ناسين أو متناسين أن الحمى الرباني لا يمكن الاقتراب منه إلا بأدلة شرعية من كتاب وسنة أو ما ثبت يقينا من باب العلم {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)} لقمان ، فالمجال الرباني لا يقرب حماه إلا من من اصطفاهم الله من عباده المخلصين (بفتح الام على صيغة المفعولية) فهؤلاء اجتباهم ربهم للحديث عنه وعن صفاته وعن أفعاله ، وها هو يبين هذا بوضوح شديد لا لبس فيه { سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) } الصافات ، ويا ويح من نصب نفسه لهذا الشأن ولم يكن له أهلا وفيهم جاء وعيده {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)} الحج فهل بعد هذا الوعيد يتصدى من لم يدرك لله شأنا ولم يعرف له حرمة ولم يعلم سبل الإلحاد في أسمائه وصفاته ولا ألم بسننه القرآنية والكونية أن يتحدث عن الله وفي أمثاله جاء وعيد الله :

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10) } الحج ؟

 


إن من أوجبوا على الله صفات زينتها لهم عقولهم ما أدركوا لله حرمة ولا رجوا لله وقارا فهل علموا المراد من قوله تعالى :

 

{ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) } الزخرف

 

ما رضي الله بقول فلاسفة تنكروا لأسمائه وصفاته وعطلوها وسدوا على أنفسهم باب نفع عظيم وقد أمرنا أن نبتعد عنهم ونذرهم وشأنهم

 

{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) } الأعراف

 

فهل علمنا بأن من تصدى للحديث عن الله ولم يكن من عباد الله المخلصين كان في مواجهة استفسار الله لهم 
{مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) } نوح,
اللهم ارزقنا الاستقامة على دينك وكفى بالله رب العالمين، وهدانا الله سواء السبيل وربنا رحيم إذا توعد ولا يخلف وعده إذا وعد, ومن باب لطفه نسأله الرحمة والمغفرة لعباده فهو اللطيف الخبير,

اقرأ كذلك

أقصر طريق للفوز بين يدي الله

تنبثق سبيل الله القرآنية من توجيهات نيرات تربوية ربانية للدلالة على أقصر طريق الفوز والتي …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

two × 4 =