الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
الرئيسية / ثقافة عامة / مستجدات ظرفية / لا تبديل لسنة الله رغم أنف اليهود

لا تبديل لسنة الله رغم أنف اليهود

فهل يستسلمون لسنن الله القرآنية

أم يخضعوا لها في ذلة وصغار

http://ghad.ps/167782.htm

نقلت صحيفة صوت الغد عن ديسكين على الحبل الرابط أعلاه قوله : ” أن إسرائيل أبقت الباب موارباً لصفقات تبادل مستقبلية “ ومعنى هذا استدارة ظهرها لتوصيات لجنة “شمغار” التي قدمت توصياتها في العام 2011 عقب الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط والمتعلقة برفض إبرام أي صفقة جديدة واعتبار عمليات لخطف تحدي استراتيجي.

ونحن ؛ لا يهمنا ما تتخذه من قرار ؛ وإنما نسأل هل لجنة شمغار كانت مؤهلة علميا لاتخاذ القرارات المصيرية ؟

 

والجواب : كلا ؛ بغض الطرف عمن كانوا ضمن لجنتها. ليس هذا تنقيصا من المؤهلات العلمية لأصحابها و إنما العلوم الإنسانية نفسها تعتبر العلوم السياسية فن الممكن و ذلك لعدم ضبطها لضوابط عوامل الصراع السياسي كما يحلوا لهم تسميتها.

فالمؤهلات العلمية في الجوانب الاجتماعية والسياسية التي وصلت إليها البشرية هي مؤهلات رخوة ولا تعرف ضوابط سنن الكون التي أقرها الخالق ليمضي الكون في انسجام بديع إلى يوم الدين. إنها آفة العلوم السياسية التي يعتبرونها فنا وليس علما لفقدانها ضوابط عوامل التكامل الاجتماعي وكيفية جريانها من النقيض إلى النقيض.

 

وهنا يبرز قرآننا رافع الرأس عالي الهمة ظاهرا على غيره من الديانات والأفكار المبعثرة هنا وهناك لدى الملاحدة وغيرهم ؛ ليسأل في أدب جم لماذا لم يحترم السياسيون اتفاقية شمغار ؟ ولماذا يسعون لإبرام اتفاقية جديدة ؟ إنه لا رأي لمن لا يطاع ؛ ذلك بكل بساطة أن هذا الرأي جاء معاكسا لقانون الله في الكون والحياة والذي يقضي : { وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ } (سورة البقرة 85).

 

تفادوهم وهي صيغة مبالغة من الفدية وجاءت على صيغة الفعل المضارع الدال على الحاضر والاستقبال ؛ هكذا يقضي قانون الله أن اليهود تفاذي أسراها ولو بلغ الثمن ما بلغ. فهل أدركنا نحن المسلمون ما يعني هذا العهد ؟ إن تبادل الأسرى وعقد الصفقات مع اليهود لا بد أن تشتمل على مقابل لا يمكن استرجاعه من قبل إسرائيل ؛ أما الصفقات تبادل الأسرى فمعلوم بأن اليهود لا عهد لهم { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) } (سورة البقرة 100) ؛ ولا ينبغي معهم عقد صفقات لتبادل الأسرى بقدر ما ينبغي التفكير في سبل تحرير الأسرى بسبل أخرى.

 

وها هي اليوم تومئ على الإقبال على صفقة جديدة لتحرير الأسرى ؟ فهل يستفيد الإخوة في حماس من دروس الماضي ويكونون على المستوى الوعي الذي يريده لنا ديننا بالوثوق بعهود الله ؛ وأنه لا تبديل لها ولا تغيير يعتريها ولا تحويل يشملها. أم تراهم يخططون ويناورون على درب الذين لا يعلمون عهود ربهم وينافقون مع كل منافق ؟

 

لقد سبق لي أن حذرتهم من المفاوضات مع إسرائيل وأنها لا تأتي بنتائج ترجى لما كانوا يغذرون عهودهم  ؛ وأن على الإخوة في حماس أن لا يقبلوا إلا ما كان يدا بيد أخذا وعطاء حيث لا تسويف ولا تأجيل ولا شيء من هذا القبيل.

 

فهل نرتقي لمستوى العزة التي ألبسها الله للمؤمنين ؟ أم نخطط على ضوء العمي عن سنن الله فنرتكس في ذلة وصغار بإعراضنا عن سبيل عزنا كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

 

هكذا نرفع رايات كتاب الله عاليا بقوة الحجة والبرهان ؛ لا بقوة السلاح والنيران في وجه المخالفين, لنتميز بقوانين ديننا ونستعلي على كل مخالف في عزة المؤمن الواثق بربه وبعهوده.

. فهل أيقنتم لم نستميت دفاعا عن ديننا ، وعن مقدساتنا ؟ إنها الاستماتة عن نصرة الحق الذي هو اسم الله واسم دينه واسم شريعته.

اقرأ كذلك

تنبيهات القرآن من توظيف الإحصائيات لدى الغرب

قديما اتهم علم الإحصائيات بكونه فن الكذب بالدقة ودارت أحداث على المستوى العالمي وخرج علينا …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ten + 2 =