براءة الإسلام من الراقصين على جراح الطائفية
3 أبريل، 2013
مستجدات ظرفية
72 مشاهدات
ما أرى خطرا على أهل السنة بحق من مثل مواقف أدعيائها، فريح التغيير قد زف موجها وبدأت بحصد زرعها، فإما أن نصحح المسار ونمتطي صهوة جوادها لجودها، أو نركب مركب الصهيونية العالمية ونحارب الشيعة لكونها المساند الأساس لكل محارب لإسرائيل وزبنائها .
وعجبا لمن يبدي استبشاره بقتل مسلم على أيدي الدول الغربية في أفغانستان، فهو نعم المساند لمحاربي الإرهاب، ولما يقتل المسلم السني المسلم الشيعي في تظاهرة سلمية، فهو يحارب الطائفية، وحينما يقاتل السني الخليجي الشيعي في عقر داره لمجرد مطالبته بحقه في المساواة مع مواطنيه من أهل السنة يكون آنذاك ينفذ تعليمات ومقتضيات الاتفاقية لدول الخليج…وكل هذه الجرائم يقوم بها من تلبسوا لباس الإسلام!!!
ولست بمغازل للشيعة، فتضييقهم على أهل السنة في الأهواز وغيرها تجلى للخاص والعام.
إنه المنطق الفاسد الذي يتوارى بين كل العوامل لكيلا يبدي وجهه البشع، فعوض النهوض بأعباء المسئولية، والوقوف لله وقفة صدق لتصحيح مسار السني والشيعي فقها وتنظيما اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وقانونيا، تراه يم يسعون لدس أنوفهم في الرمال.
ومطلوب منهم، وقفة لله، تحق الحق، وتبطل الباطل، ولو كره المجرمون من مختلف منطلقاتهم، وتسترهم وراء التسميات الزائفة “بأهل السنة” والسنة منهم براء، حيث يتخذونها وسيلة ديماغوجية لتركيع الشعب بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان سواء اقتضت عدم الخروج على السلطان وقد أمرنا القرآن بعدم طاعة المسرفين إخوان الشياطين؛ أو بمنعهم المظاهرات باسم الدين، والشريعة تعتبر الأمور بمآلها، وما يترتب عنها، فضلا عن التستر على جرائم الرشا على المستوى العالمي، والظلم الاجتماعي وبخاصة في حق المرأة.
أما الشيعة فتراهم يتدثرون بمحاربة الصهيونية العالمية على سطح الطاولة ويلعبون معها تحتها، ويحاربون إخوانهم من أهل السنة في السر والعلن. ويفرضون تكميم الأفواه في الداخل والخارج…
هاجت رياح التغيير، ولا يغرنك تخلف السنيين عن دعوة الشيعة للتظاهر، في ظرف طمع سالت أودية خزائنه بما لم تجر به من قبل، تكميما للأفواه، وتكبيلا للأيدي.
ولا شيء يمنع المرء من إرواء غليل تعطشه للحرية في التعبير عما يكنه الضمير، الشيء الذي يدفعه لفعل الغرائب من رفع للتحديات على كل مستوى.
لو كان من بيننا رسولنا الكريم ما رضي عن موقف أهل السنة ولا عن أهل التشيع، وما تددعي كل طائفة منهم، وكيف يستعينون على إخوانهم بأعداء الملة والدين، عوض التآلف والتوافق فيما يجمع بيننا وبين إخوتنا الشيعة والتعاون في هذا الظرف الصعب على البر والتقوي، والانحياز لبعضنا في وجه كل المؤامرات الصهيونية العالمية تفويتا للفرصة عليها، وحينها لا بد لنا من التفاهم فيما نتفق عليه ويعذر يعضنا بعضا فيما اختلفنا حوله. فالإقصاء مبدأ مرفوض في المجتمع الإسلامي، حيث يَعِدُ الجليل بأن الذين استضعفوا في الأرض يرثون الذين استكبروا فيها.
{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } [القصص : 5]
فهل يعقل بعد هذا أن نمضي على درب فرعون ونجعل الناس شيعا منهم المقبولين ومنهم منبوذين؟ فهؤلاء سنة مقبولون، وأولئك شيعة منبوذون، أو العكس بصرف النظر عن الهوية والجنس والدين واللغة، أم على العكس نعتز بديننا ونباهي المجتمع الجاهلي بعدالة إسلامنا حيث رفع الله الناس بالتقوى لا بالهوية ولا بالجنس ولا باللغة ولا باللون.
إن ما نشاهده اليوم من تغيير في المجتمعات العربية لهي البشرى للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بنهاية الحكمين الملك العاض والملك الجبري في الحديث التالي:
[ تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله – تعالى – ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله – تعالى – ، ثم تكون ملكا عاضا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله – تعالى – ، ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها الله – تعالى – ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة . ثم سكت . . .]
الراوي: النعمان بن بشير المحدث: الألباني – المصدر: تخريج مشكاة المصابيح – الصفحة أو الرقم: 5306خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
وهنيئا لمن اعتلى هذا السُّلَّم لبلوغ مراده على وفق بشارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولمزيد بيان: فالملك العاض ابتدأ منذ الصحابي معاوية بن أبي سفيان الذي حول الخلافة ملكا، وأما الملك الجبري فابتدأ بالانقلابات العسكرية وفرض التوجهات بقوة الحديد والنار على المجتمعات، وتحولت أنظمته من جمهوريات إشتراكية يتقاسم الناس الأدوار فيها بالانتخابات إلى ملك متوارث من أب لابنه.
ولا غرو والحالة هذه فما هو عندنا يقين لا ريب فيه هي سنن الله في كونه وقرآنه،؛ إذ لن يجد المرء لها تبديلا ولا تغييرا، وها هي تشير إلى نهاية الملكين أحدهما الملك العاض على السلطة بقوة العشيرة، وثانيهما الملك الجبري المفروض بقوة الحديد والنار ونهايتهما من باب المخالفة دليل واضح على انتصار مبدأ الشورى على غيره من المبادئ، إضافة إلى بشارة الحديث بالخلافة الثانية على منهاج النبوة.
ومن هنا نتبين وجه المآل الذي ستئول إليه التغييرات في العالم العربي بخاصة إلى وحدة وخلافة على منهاج النبوة… وما يتخلف عن تعاليم هذه التوجيهات إلا من لم يرض بالتشريع الإسلامي:
{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران : 140]