التبرك بآثار الأنبياء والصالحين

 

1- بداية أقول أريد إثارة مشكلة تعاملنا مع القرآن: هل فعلا نحن مسلمون وقد اهتممنا بأغلى رسالة بعث بها إلينا ربنا الأكرم؟

2- إن استغرابنا لأفعال بعض من نسميهم الجهال لنجد له من الأسس الشرعية ما نحن لها من المنكرين، وحينئيذ ينقلب السحر على الساحر، ليضحى أجهل الناس في نظرنا هم نحن، وليس من رميناهم بناء على فعلهم بالجهل.

وهنا أتساءل هل قرأ بعضنا قوله تعالى بما يقتضيه الأمر من تمعن ومدارسة للتفاسير؟ :

{قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي }[طه : 96]

قال القرطبي في تفسير الآية:

{ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ } يعني: رأيت ما لم يروا؛ رأيت جبريل عليه السلام على فرس الحياة، فألقي في نفسي أن أقبض من أثره قبضة، فما ألقيته على شيء إلا صار له روح ولحم ودم؛

ولنا أن نتساءل: هل أنكر رب العزة سوء استعمال السامري للقبضة التي قبضها من أثر الرسول؟ أم أنكر القبضة والتمسح بها؟

فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي }[طه : 96]
فالفعل المذموم كان نبذ تلك القبضة ووضعها فيما يضلل الناس ويوهمهم بأن العجل إله !!!

قال تعالى:

{قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ }[طه : 85]

فرب العزة لم ينكر تبرك السامري، وإنما أنكر سوء استعمال للقبضة التي قبضها من أثر الرسول، وجعلها في العجل الذهبي فأصبح له خوار.

عجبا، قبضة من أثر الرسول تمسح بها السامري وألقاها في العجل الذهبي فأصبح له خوار!!!…


فمن الجاهل هل من تمسح أم من ينكر عليه؟؟؟

أليست المعرفة بالأشياء خير من الجهل بها؟ من علم السامري بأن للقبضة أثر،وأنها تؤثر في الأشياء ؟؟؟

فليس هذا حديث نتناوله بالتجريح ونشكك في رواته، إنه القرآن ذي الصبغة قطعية الورود، مع قطعية الدلالة هنا.

وإذا تفهمنا هذا الأمر؛ ندخل بابا واسعا:

لماذا عظم الله مقام إبراهيم؟

{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } [البقرة : 125]

أليس هذا ما يجرنا للتحدث عن روحانية المكان؟ والتبرك به؟

{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [آل عمران : 97]

فهل نحن هنا نتحدث عن بحبوحة القرآن ونورانية نبراسه، وأسرار كلماته؟ أم هذا كلام وهدر؟؟؟

مكان يعظم لمجرد أن نبينا إبراهيم عليه السلام أقام به، لا إله إلا الله، فأين العقول المسترشدة بالوحي؟ فكيف إن دفن به؟؟؟

فالمسلم من يمضي بالعقل المسدد بالوحي.

اقرأ كذلك

أزمة منهاح في الفتوى‏

كلما عرضت على الأمة مشكلة فقهية تصدى لها فقهاء بما أخذه الله عليهم من عهد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 2 =