أزمة منهاح في الفتوى
20 أبريل، 2013
السنن الإلهية والدراسات الفقهية والأصولية
106 مشاهدات
كلما عرضت على الأمة مشكلة فقهية تصدى لها فقهاء بما أخذه الله عليهم من عهد لبيان ما أنزل للناس من ربهم؛ ورغب المجلس العلمي الأعلى في الاختصاص دون غيره بالفتوى .
والعلماء هم هداة الأمة، ومن خيرة زمرتها، ولا نشك في صدقهم وإخلاصهم لدينهم، إنما تسرب الاختلاف إلى فتواهم من اختلاف الرؤى والحكم على الشيء فرع تصوره.
غير أنهم في وثوبهم انبثقوا من معطيات معينة، مستندين في ذلك إلى الضوابط الأصولية وما وصل إليه الاجتهاد الأصولي من فكر مقاصدي وقواعد فقهية إلى غير ذلك، لكنهم توصلوا بنفس المقاييس والضوابط الأصولية إلى نتائج متناقضة متضاربة، مما يجعل المقاييس محل أخذ ورد.
وسوف يعفي الزمان المتجدد العلماء من العض بالنواجذ على ثوابت لأوقات خلت، فهل تركت شريعة الله من نقص أتمه فقه مالك وعقيدة الأشعري و طريقة الجنيد ؟ لم لا نقتصر على مصدري الشريعة الكتاب والسنة؟ فهل شريعة أعلن الله تمامها وكمالها تستجدي الفهم من قبل فلان وعلان؟ ما هذا؟
وكيف عجز الفكر المذهبي أن يستنبط نقصه من كمال القرآن ؟ أم كيف ارتضى اختزال أسماء الله وصفاته في مواصفات عدوها عدا وأوجبوها على الله وجوبا؟!!!
ألله يوجب على العبد أم العكس هو الصحيح ؟ وما بالنا ارتضينا الوقوف على عتبة طريقة الجنيد وعقيدة الأشعري وفقه مالك ؟
وكيف لم نقارن ما جاءوا به بما جاء به القرآن لنفصح عن تربية قرآنية لا تبعدنا عنها المسميات؛ بل وهناك أبواب كبيرة من القرآن لم يلمسها لامس الفقه المذهبي في أي مذهب كان منها على سبيل المثال : من استفرغ الوسع في استنباط القانون الدستوري للدولة، ومن استخلص نظام الدولة وقانونها الإداري والاقتصادي : أصل الأزمة ليس للفتوى فقط بل لكل الفتن والمحن التي تسعرنا نارها ونصطلي حياة الخزي بها ؟
فهل بعد هذه الإثارة تعتبر ثوابت الفقه بالمغرب مفخرة ؟ ألا يستدعي الظرف، غض الطرف، والانكباب على تطوير العلوم الشرعية، والحرص على سياسة الراعي والرعية، وملاءمتها للزمان والمكان، وبخاصة في زمن تشاكس فيه المذاهب الفكرية التوجهات الربانية، وتتضارب فيه الآراء وتتعدد ؟ ألا من همم ترتقي فوق الصخور لترفع راية ربها صفية نقية لا تشبها شوائب الترقيع!!! فكيف يتجرأ الفكر الأعور في وجه أولي الألباب والفكر المسدد بالوحي !؟ span>
وحين نعلم أن ما سبق من النقول والفتاوى جاء من عند من لا نتهمهم في دين ولا نصبغهم بجرح وإنما هم أعلام هذه الأمة ورجالات العلم في زماننا، فإننا نضع اليد على عمق الجرح ومعضلة أزمة الفتوى
ونحن نعلم أنه ما كان لفقيه يخشى الله ويتقيه أن يصدر فتوى إلا وقد اتخذ عند ربه حجة تقيه غضبه. فكيف تأتي النتائج بما لا تحمد عقباها مختلفة باختلاف العزائم والنوايا ؟ مما يدفع العامي والعالم على السواء للتساؤل أهو التلاعب بالنصوص ؟ أحقا نمضي على خطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ أهي حقا أزمة منهاج في الفتوى ؟