نشرت صحيفة القدس العربي اليوم 02/03/2011 خبرا أقتطف فقرة هي أساس الموضوع:
“انتقد الشيخ يوسف الأحمد في قناة ‘وصال’ الفضائية الطريقة التي تعامل بها ملك البحرين مع المتظاهرين في بلاده وطالب أن يكون تعامله أكثر حزماً مع ‘الرافضة’، أي الشيعة.
وجاء كلام الشيخ يوسف الاحمد، وهو من المتشددين في المملكة الذي حرم عمل النساء على صناديق المحاسبة في المتاجر (الكاشيرات)، ردا على ما قاله عالم الدين الكويتي طارق السويدان الذي انحاز لمطالب الغالبية الشيعية في البحرين ومطالبته بالإصلاحات السياسية.”
ألم يسبق لي القول بأن الفقه التجزئي، والتكفيري، ضيق الأفق؟
وهل المسألة مسألة سنة وشيعة حتى نحرك عنصر الطائفية ونحرض المسلمين على بغضهم البعض؟ أم المسألة مسألة لإصلاح اجتماعي لمصلحة الجميع وفك الرقاب من ظلم مستبذ؟
ألم يتوعدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بتسليط الكفار علينا إن صار بعضنا يستبيح دم بعض وبعضنا يسبي بعضا؟ ألم يقرأ هذا الحديث النبوي في صحيح مسلم:
إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ، وأعطيت كنزين : الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي عز وجل لأمتي أن لا يهلكهم بسنة عامة ، ولا يسلط عليهم عدوا سواهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي عز وجل قال : يا محمد ! إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يسبي بعضا ، ويملك بعضهم بعضا ، وحتى يكون بعضهم يفني بعضا ، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبيهم ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خذلهم – أو خالفهم – حتى يأتي أمر الله
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: أبو نعيم – المصدر: حلية الأولياء – الصفحة أو الرقم: 2/328 خلاصة حكم المحدث: ثابت من حديث أيوب عن أبي قلابة وفيه ألفاظ تفرد بها عن النبي ثوبان
ألم تستفذ هاته الفئة من الفقهاء من تجاريب الزمان، وما درس أفغانستان منا ببعيد؟!!!
ألم يدرك بأن الخطر يتهدد الأمة الإسلامية جمعاء، وأن من هانت عليه دماء المسلمين لم يعدّ من أبنائها وإنما عد من ألد أعدائها؟
عجبي لجرأة فقه طفيلي متسلط، مساند للطغاة والبغاة، لم يفقه قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
[لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم ؛ لكبهم الله جميعا على وجوههم في النار]
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 2443 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره.
.ويشاء الله أن تنشر أيضا الجزيرة في نفس اليوم تحت عنوان ” علاقة الحاكم والمحكوم في ضوء متطلبات الشرع، هذا حوهر مضمونه:
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إن “السلفية المتعصبة” والصوفية اتفقتا على تسفيه الثورات العربية عبر الترويج لما سماها “ثقافة سامة تربط الفتنة بالخروج على الحكام”.
وشدد القرضاوي في كلمة بندوة نظمها الاتحاد في الدوحة أمس الثلاثاء عن علاقة الحاكم بالمحكوم، على أن ما يقوم به الشباب العربي حاليا ليس من الفتنة في شيء لأن الإسلام يأمر بإزالة “الظلم الذي يمارسه الحكام في أبشع صفاته”.
وهكذا تتآزر البيانات وتشد على بعضها لتبيين ضيق أفق ذوي النظرة المتشددة، بكونهم لا يفقهون شرع الله ضمن فسيح نسيج التشريع الرباني، وإنما يطلون من ثقبة باب ضيقة تسد الأفق في وجههم، وتضيق واسع رحمة الله.
اللهم اكفنا شر فقه فقهاء متقاعسي الهمم، خائري الذمم، متزلفين للحكام بما شئت وكيف شئت.