لماذا انساق الناس وراء الأسماء الله المفردة دون الأسماء المركبة؟
1- عدم مراعاتهم للأوامر الربانية بشأن الأسماء المركبة؛
2- عدم تدبرهم آيات الأسماء الحسنى؛
3- عدم وقوفهم مع نماذج من أسماء الله الحسنى التي علمها الله لخلقه؛
4- عدم استخلاصهم حكمة الحكيم في الأسماء والصفات المركبة في القرآن.
ومن الإيجاز إلى التفصيل:
1- عدم مراعاتهم للأوامر الربانية بشأن الأسماء المركبة
فجل من تكلموا في الأسماء والصفات حصروا جهدهم في دائرة الأسماء المفردة ووقفوا عندها، ولم يلتفتوا إلى الأوامر الربانية التالية، حيث يأمرهم بمعرفة الأسماء المركبة :
1- ] فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [ [البقرة : 209].
2- وقوله تعالى : { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة : 235]
3- وقوله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة : 244].
4- وقوله تعالى: {وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة : 260]
5- وقوله تعالى: { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [ [البقرة : 267].
فهل لاح الأمر جليا بينا لا لبس فيه ولا غموض يكتنفه.
2- عدم تدبرهم آيات الأسماء الحسنى
ما وقفوا مع قوله عز من قائل : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [22] هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [23] هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [24] [ الحشر
حيث جاءت دلالة الآية كاشفة بأن الأسماء الحسنى هي غير الأسماء المفردة التي ساقتها الآية،
3- عدم التفاتهم إلى الأدعية القرآنية :
لم يلتفتوا إلى الأدعية القرآنية والتي استندت إلى التوسل بالأسماء الحسنى ولماذا جاءت مركبة وليس العكس ؟ ومثاله :
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة : 127].
{إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[ [آل عمران : 35].
ولنا أن نتساءل كيف سيقت هذه الأدعية على لسان كل من سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل من جهة وأم مريم من جهة ثانية رغم اختلاف الأزمنة بينهم، وطبعا لم نجد إلا جوابا واحدا هو تعليم الله لكل منهما وفق ما جاء في حديث الهم والحزن.
ونحمد الله أولا وأخيرا على عظيم فضله وإحسانه.
4- الاستجابة لأوامر الله تعالى بالعلم بالأسماء والصفات المركبة في القرآن
تنوعت الأوامر الربانية بالعلم بالأسماء الحسنى والصفات العلى،
1- فتارة تأتي الأوامر الربانية بالأمر بالعلم بالأسماء المركبة تركيبا إضافيا مثل قوله تعالى : ]
{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[ [البقرة : 196] وكقوله تعالى :
{ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} [التوبة:2] ؛
{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} [التوبة : 78}
2- وتارة يأتي الأمر بمعرفة الأسماء الحسنى المفردة في ذاتها، كلية في مضمونها مثل قوله تعالى
] وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[ [البقرة : 231]
وكقوله تعالى : ] وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[ [البقرة : 233]؛
3- وتارة يأتي الاسم مفردا ناصا على أمر معين كقوله تعالى
]إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً[ [النساء : 133]؛
4- وتارة يجمع بين الأمر بالأسماء المركبة والأسماء المفردة، مثل قوله تعالى :
]وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [ [الأنفال : 40]؛|
n