{ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } آل عمران ء الآية 79
الناس درجات منهم الربي والرباني والربي أضيفت فيه ياء النسبة للرب؛ وأما الرباني من أضيفت له الألف والنون للإشباع والامتلاء؛ ( نقول شبع فهو شبعان وغضب فهو غضبان ) ثم أضيفت إلي ياء النسبة. وجاء في لسان العرب: الرَّبَّانِـيُّ: الموصوف بعلم الرَّبِّ. ابن الأَعرابي: الرَّبَّانِـيُّ العالم الـمُعَلِّم، …. وقال محمد بن عليّ ابن الحنفية لَـمّا ماتَ عبد اللّه بن عباس، رضي اللّه عنهما: اليومَ ماتَ رَبّانِـيُّ هذه الأُمـَّة. ورُوي عن علي، رضي: اللّه عنه، قال: الناسُ ثلاثةٌ: عالِـمٌ ربَّانيٌّ، ومتعلم على سبيل نَجاةٍ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أَتْباعُ كلِّ ناعق. قال ابن الأَثير: هو منسوب إِلى الرَّبِّ، بزيادة الأَلف والنون للمبالغة.
والربانية استمداد فضل رب عزيز وهاب؛ وإمداد الخلائق بفيض رحماني قريب عهد بربه. تندهش له القلوب الذي ترشف منه رواها، وتستسلم طائعة، مطيعة، خاشعة لربها، وما مدّ به خلقه من فضل ورحمة: ما دفعها لتسبح بحمد ربها لما تفتقت عين بصيرتها على كرم رباني فياض.
فلئن سكن فلربه ركن، ولئن تحرك فبإذنه تبرك، أناس كانوا لله فكان الله لهم: كشفت أنوارهم ستر ربهم لهم، وتبرجت لآلئها وعمها الحياء فتدثرت: وانزوت، وريح روحها فاحت: ما تمت إلا رب وفضل.
إنه معدن الأسرار وسر الأنوار، وما ينزاح لثامها إلا لمن أثارته روائحها البهية فانتشى وشكر ولربه سجد وصبر.