الرئيسية / ثقافة عامة / صفحات تربوية / سبيل تزكية النفس

سبيل تزكية النفس

 فالله جل علاه ألهم نفوسنا سبيل تقواها وسبيل فجورها ؛ ولئن أطللت بهذا السؤال لدى الصوفية الكرام لسمعت العجب العجاب ؛ والله جل جلاله تعهد لنا :
سورة النور
 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)}

إنه لا سبيل لترقية النفس البشرية إلا بإرجاعها لمن جزم لنا بأنه لولا فضله ورحمته ما زكا منا من أحد أبدا لكونه هو الذي يزكي من يشاء.

فتسليم أمر هذا النفس لمولاك كفيل بأن تجد لها ما تستعين بها على ارتقاء دروب الإحسان وسلوك درب المرحمة ، فضلا من الله ورضوانا بسخاء نفس ، وطهارة سريرة. وذرني ممن يعذب نفسه عذابا شديدا جوعا وظمأ وسهرا وعزلة … ظنا منه أنه بمعاناته ومخالفته شهوات نفسه ، وتعذيبها سيرتقي الدرجات العلى عند ربه ؛ فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا ؛ ولم يستعبدنا بتعذيب النفس ، وهو أرحم الراحمين ؛ ولا يرضى بمن تعبده إلا بعلم ؛ وعلينا أن نستيقن بأنه لا فاعل في الوجود حقيقة إلا الله ولا مفر منه إلا إليه ؛ فإليه نجأر وعلى بابه نقف وإليه نتضرع ونسلم له أنفسنا وهو الكفيل بتزكيتها ورفع درجاتها فضلا منه ورضوانا ؛ وكفى بربنا حكيما عليما ؛ فهل من سبيل أيسر من التوجيهات القرآنية التي ابتعد عنها الناس ولاذوا بأقوال الشيوخ المتصوفة ليزيدوهم إمعانا في البعد عن الحل الرباني ؟ وها هي توجيهات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما يحثنا [ ما يَمنعُكِ أنْ تسمَعِي ما أُوصِيكِ بهِ ؟ أنْ تقولِي إذا أصبحتَ وإذا أمسيْتَ : يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِكِ أستغيثُ ، أصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ ، ولا تكِلْنِي إلى نفسِي طرْفةَ عيْنٍ ]
 ( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 5820 | خلاصة حكم المحدث : حسن )

اقرأ كذلك

هداية الخلق نهم الهمم العالية‏

إن أكرم الناس عند الله المتقون وفيهم يقول الحق جل جلاله : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + 19 =