الرئيسية / ثقافة عامة / مستجدات ظرفية / جهل الفقهاء بكتاب ربهم؟‏

جهل الفقهاء بكتاب ربهم؟‏

هل هو تداخل الديني في السياسي
أم هو جهل الفقهاء بكتاب ربهم؟

نقلت الأهرام ليومنا هذا مطالب مفتي الجمهورية لحكام الغرب :

المفتي‏:‏نطالب الغرب بتفعيل قوانين مناهضة التمييز وازدراء الأديان
340
ـ أ ش أ‏:‏ طالب فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية دول العالم الغربي بضرورة تفعيل القوانين الحالية والقائمة بالفعل والخاصة بمناهضة التمييز وازدراء الأديان ومنع الإهانة والإساءة للمقدسات والرموز الروحية لدي الآخر.
فضلا عن تفعيل المبادرات الحالية بالأمم المتحدة الخاصة بمنع ازدراء الأديان وتحويلها إلي قوانين ونصوص وآليات ملزمة لجميع الدول الأعضاء لضمان تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي العالمي.
وطالب فضيلته, الدول الغربية أن يأخذوا الإسلام ومبادئه ويتعرفوا عليه من خلال مرجعياته الدينية وعلمائه المعتبرين المؤثرين والمشهود لهم بالعلم والكفاءة.http://www.ahram.org.eg/Egypt/News/173966.aspx


وكما نشرت في نفس اليوم “اليوم السابع” نقدا للمتحدث بلسان التيار السلفي جاء فيه:
واختتم حماد، فكروا بعقولكم ولا تغلقوا عيونكم، فإن التاريخ لن يرحمكم، وارجعوا إلى الجادة يرحمكم الله، واعلموا أنكم لو أخرجتم الدعاة من المساجد ليتصدروا العمل السياسى لصنعتم مصيبتين كل واحدة أعظم من الأخرى، الأولى تفريغ الدعوة من الدعاة، والأخرى تولية من ليس بأهل للتولية فى مناصب تحتاج إلى علم دنيوى وخبرات بجوار الأمانة والاستقامة، هل فى كلامى شطط يسمح للبعض بالتعدى… استقيموا يرحمكم الله”.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsI…65&IssueID=168

وكلا المقالين ينبئ ويشهد بصدق عن المأزق الفقهي للأوينة الحالية :

– حيث المقال الثاني وضع الأصبع على الجرح؛
– أما المقال الأول هو تطبيق عملي يشهد بصدق المتحدث باسم حزب النور، وإليكم بيان ذلك:

فالقرآن الكريم وصفه الله بالعلي العظيم وطبعا من تمسك ب ” العلي العظيم” ألبسه مواصفاته فكان قوله أعلى وأعلم وأعظم وأرفع من قول غيره ولو بلغ ما بلغ هذا الغير تفكيرا وعلما.

والقرآن أرشدنا إلى سنن الله في الكون والحياة، وأبى الفقه الموروث بكل فروعه ولوج علوم الكتاب وبخاصة علم السنن الإلهية وتداخلها وضوابطها وكونها العلم اليقيني للعلوم السياسية.

وسواء أكان مفتى الجمهورية فقيها مقاصديا أو سلفي التوجه، أو فقيه مذهب، فليس في كتب الفقه شيئا اسمه العلوم الساياسية أو البحث عن ضوابطها، وقد يندرج علم السنن الإلهية ضمن الفقه الأكبر لكونه يتعلق بأفعال الله جل جلاله.

وصدق المتحدث باسم حزب النور في جزء من كلامه بحيث لو خرج الوعاظ للشارع ما فقهوا ترابط مجريات الأمور ؛ إذ لا وجود لها في كتب ابن تيمية، أو الإمام أحمد أو في كتب الفقه المقارن.

وما لم يحالفه العلم به (المتحدث)هو ما حصله الدكاترة بمجملهم من علوم غير العلوم التقنية الميدانية هي مجرد آراء ونظريات يتخبط في مجملها الغرب تخبط العشواء.

ليس فينا أحد لأول وهلة يقرأ رأي المفتي إلا ويشاطره الرأي، والرأي شيء، والاحتكام لكتاب الله شيء آخر. فعلى سبيل البيان لا غير:

1- دعى المفتي إلى ” بمنع ازدراء الأديان وتحويلها إلي قوانين ونصوص وآليات ملزمة لجميع الدول الأعضاء لضمان تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي العالمي “:

فليس الموطن هنا موطن التحدث على ما يجب فعله لردع تطاول المتطاولين، وإنما لبيان عدم فقه الفقيه لمقتضيات الكتاب العزيز الذي يبيّن بأن الاستهزاء بالرسل سنة ماضية إلى يوم القيامة لا يغيرها حاكم ولا يمنعها قانون، ولا يحول دونها دستور؛ وذلك لعهد الله :

{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ[11]} الحجر

وقوله تعالى :

{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ [30]} يس

فهل نود تخطيطا يماشي سنن الله؛ معلنا عن مدى وعينا بسنن ربنا ويترجم إلمامنا بمدى واقع السنن الكونية وما تنطوي عليه من تفاعلات،؟

أم نتحول إلى ببغوات ننقل الكلام من هنا ومن هناك لنضحي أقزام الفكر، وأهل تبعية لنظريات هائمة تمشي على بطنها.؟

فالفقه الفهم والعلم ببواطن الكتاب وليس بتحصيل ما قاله فقهاء وناسب زمانهم ومكانهم.

2- وطالب فضيلته، الدول الغربية أن يأخذوا الإسلام ومبادئه ويتعرفوا عليه من خلال مرجعياته الدينية وعلمائه المعتبرين المؤثرين والمشهود لهم بالعلم والكفاءة.

وأتساءل أين هم؟ مادام فضيلته لا يدرك لمضمون الكتاب معنى ويتصرف خلاف توجيه القرآن الكريم الذي يقرر:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [6] } البقرة

وقوله تعالى:

{وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [10]} يس

فهل بعد هذا التقرير الرباني لا تدخل نصيحة المفتي مجال العبث؟

وتبقى الدعوة لدين الله على منهج سنن الله السبيل الوحيد المعتمد لا غير: فكيف ولمن نوجه الدعوة لنحصل على ثمار جهودنا ؟ يجيب القرآن الكريم:
{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا [162]} النساء

إنه النبراس المضيء في زمن الفقهاء المنزوين في ظل التفريعات الفقهية والمذهبية، فهل من عودة حميدة للتصالح مع كتاب ربنا يا محامين فاشلين أمام قضية رابحة.؟

اقرأ كذلك

تنبيهات القرآن من توظيف الإحصائيات لدى الغرب

قديما اتهم علم الإحصائيات بكونه فن الكذب بالدقة ودارت أحداث على المستوى العالمي وخرج علينا …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 4 =