الرئيسية / نقد العلوم الشرعية / القرآن / ثبات الكتب السابقة للقرآن أم نسخها هو الصحيح؟

ثبات الكتب السابقة للقرآن أم نسخها هو الصحيح؟

ما وضعية الكتب السابقة للقرآن؟ أهي منسوخة كما يقول المسلمون؟ أم ثابتة للأبد كما تقول اليهود والنصارى؟
تقول اليهود جوابا عن سؤال :

1- مَا الْخَبَر الْمُوجب لمنع نسخ شَرِيعَة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ؟ فَإِن قَالُوا هُوَ مَا تنقله الْيَهُود خلفا عَن سلف عَمَّن شَاهد مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام مِنْهُم أَنه قَالَ وَهَذِه الشَّرِيعَة مُؤَبّدَة عَلَيْكُم ولازمة لكم مَا بلغت السَّمَاوَات لَا نسخ لَهَا وَلَا تَبْدِيل وَنَحْو هَذَا من اللَّفْظ (الكتاب: تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل، المؤلف: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، القاضي أبو بكر الباقلاني المالكي (المتوفى: 403هـ)،المحقق: عماد الدين أحمد حيدر، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية – لبنان، الطبعة: الأولى، 1407هـ – 1987م، عدد الأجزاء:1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]بَاب الْكَلَام على مُنكر نسخ شَرِيعَة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام من جِهَة السّمع دون الْعقل )


2- شبهة العنانية والشمعونية:

يقولون إن التوارة التي أنزلها الله على موسى لم تزل محفوظة لدينا منقولة بالتواتر فيما بيننا وقد جاء فيها هذه شريعة مؤبدة ما دامت السموات والأرض وجاء فيها أيضا الزموا يوم السبت أبدا وذلك يفيد امتناع النسخ لأن نسخ شيء من أحكام التوراة لا سيما تعظيم يوم السبت إبطال لما هو من عنده تعالى(الكتاب: مناهل العرفان في علوم القرآن، المؤلف: محمد عبد العظيم الزُّرْقاني (المتوفى: 1367هـ)،الناشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة: الطبعة الثالثة، عدد الأجزاء: 2، [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] استشهاد اليهود بعدم نسخ شريعتهم)


استشهاد النصارى بتأبيد شريعتهم:

قَالَ القسيس لَا يُمكن نسخ الْإِنْجِيل قطعا لِأَن قَول الْمَسِيح فِي الْآيَة الْعدَد 33 من الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين من إنجيل لوقا هَكَذَا السَّمَاء وَالْأَرْض تزولان وكلامي لا يزول( الكتاب: المناظرة التقريرية بين الشيخ رحمت الله الهندي والقسيس بفندر، المؤلف: محمد رحمت الله بن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الهندي الحنفي (المتوفى: 1308هـ)، المحقق: د. محمد عبد الحليم مصطفى أبو السعد
الناشر: مطبعة الجبلاوي – القاهرة، الطبعة: الأولى، 1405، عدد الأجزاء: 1، [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع])


ومن استشهادات النصارى أيضا :

الآية الثالثة والثلاثون من الباب الحادي والعشرين من إنجيل لوقا هكذا: “السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول”، والثانية: الآية الثامنة عشرة من الباب الخامس من إنجيل متى هكذا: “فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكمل الكل”، الثالثة: الآية الثالثة والعشرون من الباب الأول من الرسالة الأولى لبطرس هكذا: “أنتم مولودون ثانية، لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد” الرابعة: الآية الثامنة من الباب الأربعين من أشعيا هكذا: “يبس الحشيش وسقط الزهرُ وكلمة ربنا تدوم إلى الأبد”.(الكتاب : إظهار الحق
المؤلف : محمد رحمت الله بن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الهندي الحنفي (المتوفى : 1308هـ)، دراسة وتحقيق وتعليق : الدكتور محمد أحمد محمد عبد القادر خليل ملكاوي ، الأستاذ المساعد بكلية التربية جامعة الملك سعود – الرياض،الناشر : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد – السعودية،الطبعة : الأولى، 1410 هـ – 1989 م (أول طبعة تصدر مقابلة على نسختي المؤلف الذهبيتين ،لمخطوطة والمقروءة)، عدد الأجزاء : 4 أجزاء في ترقيم مسلسل واحد،[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]).


ويقول المسلمون:

وأَنَّ نسخ الكتب الأولى بعضها ببعض حق كما نسخ بعض شرائع التوراة بالإنجيل قال الله تعالى: في عيسى عليه السلام وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَرَسُولاً إلى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ – إلى قوله – وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ [آل عمران:48 – 50] وكما نسخ كثير من شرائع التوراة والإنجيل والقرآن كما قال تعالى: عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُون الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً [الأعراف: 156 – 158] الآية.((الكتاب: الموسوعة العقدية، إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، عدد الأجزاء: 11، تم تحميله في/ ربيع الأول 1433 هـ، [الكتاب مرقم آليا])

إثبات نسخ الكتب السابقة للقرآن الكريم:
فالكتاب الخاتم والمهيمن على كل الكتب، وذلك بثبوت تحريفها، وتطرق الشك إلى أحكامها؛ ولتغير الشرائع والمناهج من وقت لوقت حسبما تستدعيه الحكمة الإلهية والمصلحة التشريعية، والنسخ ثابت في كل الشرائع لا في شريعتنا فقط؛ فكان يقع النسخ لشريعة نبي سابق بشريعة نبي لاحق، ولا يشترط أن يكون النسخ جملة؛ وإنما يتبقى العقائد الصحيحة والأصول الثابتة في كل رسالة، وكذلك ما ثبت من الشرائع.
ثانيًا: وقفة سريعة حول الأناجيل غير المعترف بها عند المسيحيين -إشارة دون التفصيل-:
فلقد علمنا أن الكنيسة المسيحية قبلت تلك الأناجيل الأربعة وما تبعها من الرسائل؛ ولكنها أنكرت الكثير من الأناجيل التي لا تتفق مع ما صارت إليه الكنيسة بعد المجامع التي أقيمت، ومن ثم أصدرت قرارًا بإعدامها، واتخذت لذلك وسائل عدة؛ فإن من بين هذه الأناجيل التي أعدمت أناجيل قد أخذت بها فرق قديمة وراجت عندها، ولم تعتنق كل فرقة إلا إنجيلها.
فعند كل من أصحاب مرقيون وأصحاب وصال إنجيل يخالف بعضه هذه الأناجيل، ولأصحاب ماني إنجيل يخالف هذه الأربعة، وهو الصحيح -في زعمهم- وهناك إنجيل يقال له إنجيل السبعين ينسب إلى تلامس، والنصارى ينكرونه، وهناك إنجيل اشتهر باسم التذكرة، وإنجيل سرنتهيس.
ولقد كثرت الأناجيل كثرة عظيمة، وأجمع على ذلك مؤرخو النصرانية، ثم أرادت الكنيسة في آخر القرن الثاني الميلادي أو أوائل القرن الرابع أن تحافظ على الأناجيل الصادقة -في اعتقادها- فاختارت هذه الأناجيل الأربعة من الأناجيل الرائجة إبان ذلك.(الكتاب: الأديان والمذاهب، كود المادة: GUSU5053، المرحلة: ماجستير، المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية، الناشر: جامعة المدينة العالمية، عدد الأجزاء: 1، [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع

اقرأ كذلك

القول بعلم الناسخ والمنسوخ في القرآن أهو المنطق السديد؟

كتب الشيخ ابن تيمية كتاب تحت عنوان رفع الملام عن أئمة الأعلام؛  ومن هنا كان …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − two =