الرئيسية / ثقافة عامة / مستجدات ظرفية / تصنيفات الطوائف الإسلامية بمؤتمر الشيشان

تصنيفات الطوائف الإسلامية بمؤتمر الشيشان

عمد مؤتمر الشياشان إلى حصر الطوائف من أهل السنة والجماعة في [«الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً» ،
 وقبل بيان ما انطوت عليه الطوائف التي زكاها مؤتمر غروزني من ملابسات تجمع بين من انتسبوا لأهل السنة والجماعة أقول معذرة أيها الطوائف الإسلامية فليس منكم سواء من الطوائف المذكورة أعلاه أو من من أقصيتم من المسلمين من ينتسب لكتاب الله ؛ أليس أمركم غريبا ؟.
 ولا أقول هذا بغية إهانة طائفة من الطوائف الإسلامية وإنما جلها أو كلها لا يمت لكتاب الله بصلة ؛ إذ لن تجد لذى طوائف المتكلمين إلا كلاما فارغا عن الله لا يعتمد نصوص الكتاب والتي تحظر الكلام عن الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير :
سورة الحج
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (33) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ (2) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) }
سورة الحج
 { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) }
سورة لقمان
 { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21) }
 والسنن الربانية تكشف زيغ الزائغين وانحراف المنحرفين الذين يتقولون على الله بغير علم ومنهم الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة :
 فالأشاعرة يوجبون على الله ما استحسنته عقولهم ويضيفون إليه صفات هي من اختراع عقولهم ؛ وقد تنزه الله عما يصفه الواصفون إلا عباد الله المخلصين ؛ ثم أن الله جل جلاله علمنا الاستسلام لأمر الله وقبول توجيهاته من غير فلسفة ولا نقاش جائرين وفي هذا الصدد علم حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما بمجادلة من نسبوا لله الولد بقوله :
سورة الزخرف
{ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (799) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) }
لا فلسفة تغني عن الإذعان لأمر الله؛ ولئن جاء الحق من الله فلا شأن لأحد غيره؛ وحتى إن افترضنا أن للرحمن ولد فأنا أول الخاضعين لجلال الله .
وبهذا تنهار التوجيهات الفلسفية للمتكلمين .
أما المذاهب الأربعة فشأنها أكثر من أن يثار فهي على دين وتوجيهات الأمويين ، ومن هنا تجد كلا من هذه المذاهب تنافس غيرها في تبويب كتابها وتبدي اجتهادا يخالف ما جاء به غيرها ؛ وإذا ألفتنا النظر إلى كم آية يشملها كتاب من كتب الفقهية المذهبية فلن تجد أكثر من خمسمائة آية ظنوها من آيات الأحكام وتركوا أكثر من خمس آلاف وثمان مائة آية معطلة لا شأن لها في فقههم ؛ والسؤال الأساس هل هذا فقه ينتسب لكتاب الله ؟ أم حقت علينا شكوى رسولنا الكريم :
سورة الفرقان
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) }
أليس هذا أفصح بيان على انحراف فقه هذا شأنه ؟
أما الصوفية فأتساءل ما كتبهم المعتمدة وكلهم يدعي الكتاب والسنة ولا كتاب يبيّن رشدهم وإنما يتبعون كتب أئمتهم وأغلبها جامع لكلام بشري قد يمت أو لا يمت لشرع ربنا بصلة ، فهذه الحكم العطائية التي قيل أن العلماء تلقوها بالقبول ترفضها سنن الله ، ولا تقبل منها إلا القليل ، لانحراف التوجه وعدم الإدراك للعلوم الربانية وأفعاله جل وعلا. وما هي إلا رهبانية ابتدعوها ، واتبعوا كتب من سبقوهم ولا شأن عندهم لتأصيل علمهم ، وإن شئت الاطلاع على أهم انحرافاتهم وهم ينسبون للربانية فاطلع على ما ينسبونه للرب من صفات وأسماء جل الله وتعالى عن وجه الشبه لمسمياتهم وعلاقاتها بالله وبأسمائه وصفاته ؛ وإن أردت إدراك عمق مهواة انحرافهم فعليك بمطالعة كلامهم في القضاء والقدر.
ولم أجد من ابن تيمية فقيها يؤصل ابتداء من كتاب الله بما أوتي من علم وكادت عقيدته تكون أصدق العقائد لو لم ينثن في محاجاته للكلاميين. فمنطلقه كتاب الله أقوى حجة وأشد صدقا وأثبت مصدرا من منطلقات اجتهادات غيره.
وخلاصة القول أن مؤتمر الشيشان إن أثبت أن هذه الطوائف هي طائفة أهل السنة والجماعة فقد تبيّن بأنهم ليسوا على شيء من دين الله ما داموا بعيدين عن الأخذ بتوجيهات الكتاب والذي هو أول حجة شرعية لا يمسها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
وأما ما ينشدانه من تسمية أهل ” السنة والجماعة ” فهو اسم ضل السبيل وانحرف عن علم الكتاب ولن نرض بغير اسم المسلمين الذي اصطفاه الله لنا من دون كل الأسماء والعناوين والشعارات التي يتدثر بها كل حزب ممن يشكلون تصنيفات لا أساس لها من كتاب ولا سنة ؛ وهذا كتاب ربنا ينطق بالحق :
سورة الأَنعام
{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) }
لست منهم في شيء ؟ هل ندرك هذا المعنى وبعد أغواره ؟
يا أمة الحبيب المصطفى لا دين لك ولا تشريع ينفعك بين يدي الله إلا كتاب الله كل الكتاب ( لا بعضه ولا جزء منه ) فضلا عما صح من سنة المصطفى ولم يصطدم مع سنة الله القرآنية والكونية.
تلك صيحة ؛ فهل تستفيقون وإلى ربكم تؤوبون وإلى تحكيم كتابه تهرعون ؟ يا من تصدرتم المجالس وظننتم أنكم للعلم حائزون . وبكتاب الله عاملون ولسنة المصطفى مناصرون .

اقرأ كذلك

رعب المشرق وتعاليم القرآن

ما الذي زرع الرعب في قلوب العباد فهذه دول الخليج تقدم على صفقات كبيرة تجهز …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 + nine =