إذا كان حمل السلاح في وجه الأبرياء صبيانية فكر ؛ فهل علم المستهزئون بالرسول الكريم بأنهم على عهد من الانتقام الرباني ؟ إن عهد الله وسنته ماضية إلى يوم القيامة حيث الانتقام من كل مستهزئ مضمون من الحق جل جلاله شاء من شاء وأبى من أبى ولا يلعب بالنار إلا متهور:
سورة الحجر
{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) }
وها هي فرنسا ومحطات إداعية وتلفزية بمختلف الدول ترفع شعار كلها تشارلي ؛ وأقول { إنا كفيناك المستهزئين } وللعلم فلاسم الفاعل دلالة على الاستمرارية والدوام فارتقبوا جزاءكم ؛ وأقل جزاء للاستهزاء
{ { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)} البقرة
ويضيف القرآن الكريم بيانا لكل مستهزئ كيف كان جنسه ومن أي كان
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) } (سورة البقرة 14 – 20) {} البقرة
فكيف إذا كان الاستهزاء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؟
. وقد يقول قائل أهو الإرهاب الفكري ؟
فأقول : كلا ؛ وإنما ألفت انتباه الغافلين إلى سنة الله وعهده التي لن تجد لها تبديلا ولا تغييرا ولا تحويلا ؛ فليت من يتعظ ؛ والسعيد من وعظ بغيره إن صاحب الرسوم المسيئة من الدانمارك لبسه الإسلام : وبكى لدى زيارته للحبيب المصطفى بكاء ندما على فعلته.. فالسخرية نطر إليها من لا يقيم وزنا للأخلاق على كونها فنا أدبيا ؛ لكن هؤلاء العمي لا يطالعون أفعال الله في كونه وقرآنه ولا يربطون الحدث بتوابعه كي يستخلصوا القواعد ويدركوا المرامي ؛ وحينما يحيق بهم ما كانوا به يستهزئون سيعلم الذين امتطوا ركب الاستهزاء بأنهم خاسرون وأن العناية بالأخلاق لها ما لها من إيجابيات ومن يغفلها سقط فيما لا تحمد عقباه. فهل تستفيق البشرية للعهود الربانية وأنها الضابط لكل ما يجري في هذا الكون ؟.